
كان لزاماً على دولة الإمارات العربية المتحدة أن تعمل على حماية ثروتها من الموارد الطبيعية القيمة منذ اللحظة الأولى لقيامها عام 1971، ويعود الفضل في حماية الدولة الوليدة من الأخطار المحدقة بها إلى رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الاستراتيجية وبراعته التي مكنته فيما بعد من إحباط مناورات أعدائه المحتملين.
عرف الشيخ زايد أن التحديات التي تواجه الدفاع عن أبوظبي، ثم عن دولة الإمارات العربية المتحدة فيما بعد، تحديات معقدة، وفي مواجهة هذه التحديات تبنى الشيخ زايد رؤية سياسية ذات ثلاث محاور؛ أولها أن الأمن القومي يعتمد على قيام دولة موحدة، فقد تعلم الشيخ زايد من خبرة التاريخ أن القلاع المنيعة التي سقطت نتيجة الاختراق من الداخل تفوق في عددها تلك التي تم الاستيلاء عليها باقتحامها بالقوة من الخارج، لذا كان جوهرياً على المستوى الداخلي أن يترسخ دعم أبناء الشعب للدولة الجديدة وأن يضمن الشيخ زايد التزام إخوانه الحكام بوحدة الكلمة.
أما المحور الثاني فهو سعي الشيخ زايد إلى أن يوضح بجلاء أن أي محاولة للاعتداء على دولة الإمارات العربية المتحدة ومواردها ستكلف المعتدي خسائر فادحة. وتطلب ذلك أن يكون للدولة الوليدة قوات مسلحة وطنية ذات كفاءة عالية، ومزودة بأحدث الأسلحة والمعدات.
وكان المحور الثالث هو رغبة الشيخ زايد في أن يرسخ مكانة الدولة ويعزز مصداقيتها في الساحة الدولية بحيث تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المكانة التي تليق بها في المجتمع الدولي وأن تنظر إليها بقية دول العالم بوصفها قوة للخير وسنداً للعدالة والحق، ومن ثم تضمن الحماية والتأييد من خلال منظومتي القانون الدولي والأمم المتحدة.
المصدر: كتاب “بقـوة الاتحـاد: صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان… القائد والدولة”، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2005.